الرئيسية خاطرة

حكاية الجذور التي لا تُقتلع

غزال أبو  ريا
نُشر: 13/08/25 22:48
حكاية الجذور التي لا تُقتلع

حكاية الجذور التي لا تُقتلع
كتب:غزال أبو  ريا

في زمن تتغير فيه الخرائط وتهاجر فيه الطيور، هناك من اختار أن يبقى حيث الجذور، حيث الحكاية التي لا تُمحى من الذاكرة ولا تُشطب من الأرض.
هذه ليست مجرد كلمات… إنها شهادة انتماء، وصوت أرض، وحكاية الجذور التي لا تُقتلع.

أنا لست غريبًا في وطني

أنا لست لاجئًا في وطني،
أنا لست غريبًا في وطني.

لا أجلس في الميناء مع حقائبي،
ولا في قاعة المطارات أحزم أمتعتي.
لوني من لون الأرض، وسماري من سمار الأرض.

لي ماضٍ، حاضر، ومستقبل.
لأحفادنا مستقبل، ولسنا طيورًا مهاجرة.

سماؤنا تشهد، وأرضنا تشهد، ومحراثنا يشهد،
تلالنا، جبالنا، سهولنا، وحقولنا تشهد.

لسنا غيمة عابرة

لست غيمة عابرة،
ولا ريشة في مهب الريح،
ولا سحابة تقذفها الرياح،
ولا موجة تذوب في البحر.

لحمي مر، ولحم أطفالي مر.
أنا الشاهد، نحن الأرض، والأرض نحن.
تعيش الأرض بنا، ونعيش بها.

شجرة الزيتون تشهد، وصخور بلادنا تشهد،
هنا… هنا نحن.
لنا رواية، لنا حكاية، لنا تاريخ.

جواز سفرنا الأرض

لغتنا تشهد، وجواز سفري هو الأرض.
البيادر، الحواكير، السناسل،
الليمون، الزيتون، وينابيع بلادي… كلها تشهد.

أنا من أبناء المكان،
أعيش به ويعيش بداخلي.
نملك الحكاية والرواية.

هنا باقون

أرضي تتكلم عربي،
وزيتون بلادي شاهد حي.
هنا، هنا باقون.

نعشق السلام والحرية،
نحترم الشعوب وحضاراتها،
نربي على إخوة الشعوب.

لا ننهب مواردها،
ونكره أزيز الطائرات،
ونتماثل مع ألم الشعوب ومعاناتها.

نناضل من أجل السلام،
من أجل عالم يطيب العيش فيه،
لا نكيل بمكيالين،
فألم الشعوب لون واحد،
ولا ننزع الإنسانية عن أي شعب.

هكذا نحن…
ثقافة السلام والحوار طريقنا،
والمودة والمحبة نهجنا.

خاتمة

لسنا صفحة عابرة في كتاب التاريخ،
بل نحن الحكاية التي تبدأ من جذور الأرض ولا تنتهي.
هنا نحيا، وهنا نحلم، وهنا نزرع السلام كما نزرع الزيتون،
لنورّث أبناءنا أرضًا تتسع قلوبها كما تتسع حقولها،
ونترك للعالم شهادة أننا كنّا… وما زلنا… وسنبقى.